الطّرسوسىّ أحد الزهاد ومشايخ القوم، مات بطرسوس وكان صاحب حال وقال، وله إشارات ولسان حلو في علم التصوّف. وفيها توفّى محمد بن داود [بن علىّ «١» ] بن خلف الشيخ أبو بكر الأصبهانىّ الظاهرىّ صاحب كتاب الزهرة «٢» ، كان عالما أديبا فصيحا، وكان يلقّب بعصفور الشوك لنحافته وصفرة لونه؛ ولما جلس محمد هذا بعد وفاة أبيه في مجلسه استصغروه عن ذلك، فسأله رجل عن حدّ السكر ما هو، ومتى يكون الرجل سكران؟ فقال محمد على البديهة: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسرّه المكتوم؛ فاستحسنوا منه ذلك.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفى إبراهيم بن هاشم البغوىّ، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاسىّ «٣» الهاشمىّ، وعبيد بن غنّام «٤» ، ومحمد بن عبد الله مطيّن، ومحمد بن عثمان بن [محمد بن «٥» ] أبى شيبة، ومحمد بن داود الظاهرىّ، ويوسف بن يعقوب القاضى.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم تسع أذرع وإحدى عشرة إصبعا، مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا، وإحدى عشرة إصبعا.
[ذكر ولاية تكين الأولى على مصر]
هو تكين بن عبد الله الحربىّ، الأمير أبو منصور المعتضدىّ الخزرىّ «٦» ، ولّاه الخليفة المقتدر بالله على صلاة مصر بعد موت عيسى النّوشرىّ، فدعى له بها في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من شوّال سنة سبع وتسعين ومائتين. ثم قدم خليفته