السنة الحادية عشرة من سلطنة الملك الظاهر جقمق على مصر وهى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
فيها توفى الشيخ برهان الدين إبراهيم بن خضر العثمانى الشافعى، أحد فقهاء الشافعية، فى ليلة خامس عشر المحرم. وكان فاضلا فقيها، تفقه بالقاضى شهاب الدين ابن حجر وبغيره ودرّس وأقرأ، وعدّ من الفضلاء، إلا أنه كان دنس الثياب، غير ضوئى «١» الهيئة، رحمه الله تعالى.
وتوفى الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان، [عرف بالكوم]«٢» الرّيشىّ الشافعى، فى يوم الأربعاء حادى عشرين المحرم. وكان له اشتغال قديم، مع توقف فى ذهنه وفهمه، ثم ترك الاشتغال، وتردد إلى أرباب الدولة لطلب الرزق، على أنه كان دينا خيرا، وعنده سلامة باطن، رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير سيف الدين آقطوه بن عبد الله الموساوى الظاهرى، بطّالا، فى ليلة الثلاثاء ثانى عشر صفر، ودفن من الغد.
وكان أصله من مماليك الملك الظاهر برقوق، وصار من جملة الدّوادارية، فى الدولة المؤيّدية شيخ، ثم تأمّر عشرة، [١٩٢] بعد موته، ودام على ذلك دهرا طويلا، وصار مهمندارا [فى الأيام الأشرفية]«٣» ، ثم توجه فى الرسلية إلى القان معين الدين شاه رخ بن تيمور لنك «٤» ، ثم عاد ودام على ما هو عليه، إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر جقمق، بإمرة طبلخاناة، ثم نفاه بعد سنين، ثم أعاده، وأنعم عليه