- أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وخمس أصابع.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا سواء.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٧٠]
السنة الخامسة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة سبعين وثلثمائة.
فيها خرج عضد الدولة للقاء الصاحب إسماعيل بن عبّاد؛ فقدم عليه ابن عبّاد، فقدم عليه ابن عباّد من الرىّ من عند أخيه مؤيّد الدولة، فبالغ عضد الدولة في إكرامه إلى الغاية لكونه وزير أخيه مؤيّد الدولة وصاحب أمره ونهيه. وتردّد إليه عضد الدولة في إقامته ببغداد غير مرّة إلى أن سافر إلى مخدومه مؤيّد الدولة في شهر ربيع الآخر.
وفيها توجّه عضد الدولة إلى همذان. فلمّا عاد إلى بغداد خرج الخليفة لتلقّيه؛ ولم يكن ذلك بعادة أنّ الخليفة يلاقى أحدا من الأمراء. قلت: وهذا كان أوّلا، وأمّا في الآخر فإنّ الطائع كان قد بقى تحت أوامر عضد الدولة كالأسير.
وفيها حجّ بالناس أبو الفتح أحمد بن عمر العلوىّ وخطب بمكة والمدينة للعزيز هذا صاحب مصر.
وفيها غرقت بغداد من الجانبين وأشرف أهلها على الهلاك، ووقعت القنطرتان وغرم على بنائهما أموال كثيرة.
وفيها توفّى أحمد بن علىّ الإمام العلّامة أبو بكر الرازىّ الحنفىّ العالم المشهور.
مولده في سنة خمس وثلثمائة، كان إمام الحنفية في زمانه، وكان مشهور! بالدّين والورع والزّهد. قال أبو المظفر في تاريخه: وحاله كان يزيد على حال الرهبان «١» من كثرة التقشّف، وهو صاحب التصانيف وتلميذ أبى الحسن الكرخىّ.