والمكرم بن هبة الله بن المكرم الصّوفىّ. والسلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيّوب فى صفر بقلعة دمشق، وله سبع وخمسون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وثلاث أصابع.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وثمانى أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٩٠]
السنة الثانية من ولاية العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر، وهى سنة تسعين وخمسمائة.
فيها توفّى أحمد بن إسماعيل بن يوسف الشيخ الإمام أبو الخير القزوينىّ الشافعىّ.
كان إماما عالما بالتفسير والفقه، وكان متعبّدا يختم القرآن فى كلّ يوم وليلة.
ومولده بقزوين «١» فى سنة اثنتى عشرة وخمسمائة. وقدم بغداد ووعظ ومال إلى الأشعرىّ، فوقعت الفتن. وجلس يوم عاشوراء فى النظاميّة فقيل له: العن يزيد بن معاوية؛ فقال: ذاك إمام مجتهد «٢» ، فجاءه الرّجم حتّى كاد يقتل، وسقط عن المنبر فأدخل إلى بيت فى النظاميّة، وأخذت فتاوى الفقهاء بتعزيره؛ فقال بعضهم يضرب عشرين سوطا: قيل له: من أين لك هذا. فقال: عن عمر ابن عبد العزيز، سمع قائلا يقول: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، فضربه عشرين سوطا. ثم خلّص القزوينىّ بعد ذلك وأخرج من بغداد إلى قزوين.
وفيها توفى السلطان طغرلبك شاه بن أرسلان شاه بن طغرل شاه بن محمد ابن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق السّلجوقىّ آخر ملوك