السنة الحادية عشر [ة] من سلطنة الملك الأشرف برسباى [على مصر]«١»
وهى سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.
[فيها]«٢» توفى القاضى شرف الدين عيسى بن محمد بن عيسى الأقفهسى «٣» الشافعى، أحد عظماء نواب الحكم بالديار المصرية، فى ليلة الجمعة سادس عشرين جمادى الآخرة.
ومولده فى سنة خمسين «٤» وسبعمائة؛ وكان إماما فقيها بارعا فى الفقه وفروعه مشاركا فى عدة فنون، وتولى الحكم عن قاضى «٥» القضاة عماد الدين الكركى فى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة؛ وشكرت سيرته وحمدت طريقته لتحريه فى الأحكام، ولعفته عما «٦» يرمى به قضاة السوء «٧» ، ولقد شاهدت منه من التثبت فى أحكامه ما لم أشاهده من قضاة «٨» زماننا، رحمه الله [تعالى]«٩» .
وتوفى السلطان حسين بن علاء الدولة ابن السلطان أحمد بن أويس، قتيلا بيد الكافر أصبهان بن قرا يوسف التركمانى فى ثالث صفر، بعد أن حصره سبعة أشهر، حتى أخذه وقتله، وانقرضت بقتله دولة بنى أويس الأتراك من العراق «١٠» وصار عراقا «١١» العرب والعجم بيد إسكندر بن قرا يوسف وإخوته، وهم كانوا سببا لخراب