تخمينا، على أنه لم يهنأ له بها عيش من كثرة ما وقع له من الحروب والوقائع فى هذه المدّة اليسيرة، مع أنه ورد عليه كتاب المعتصم يذكر له أن يمتحن العلماء بخلق القرآن بمصر فامتحن جماعة. وبالجملة فكانت أيّامه على مصر قليلة ووقائعه وشروره كثيرة.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢١٩]
السنة التى حكم فى أوّلها كيدر وفى آخرها ابنه المظفّر على مصر وهى سنة تسع عشرة ومائتين- فيها كانت ظلمة شديدة بين الظهر والعصر وزلازل هائلة.
وفيها ظهر محمد بن القاسم العلوىّ الحسينىّ بالطّالقان «١» يدعو الى الرّضى من آل محمد فاجتمع عليه خلق، فأرسل عبد الله بن طاهر له جيوشا فواقعوه عدّة وقعات حتى انهزم محمد، وقصد كورة خراسان فظفر به متولّى نسا «٢» فقيّده وبعث به الى ابن طاهر فأرسله الى المعتصم فحبسه، فهرب من السجن ليلة عيد الفطر واختفى فلم يقع له المعتصم على أثر ولا خبر.
وفيها فى جمادى الأولى قدم بغداد إسحاق بن إبراهيم بسبى عظيم من أهل الخرّميّة الذين أوقع بهم بهمذان.
وفيها عاثت الزّطّ بنواحى البصرة فانتدب لحربهم عجيف بن عنبسة فظفر بهم وقتل منهم نحو ثمانمائة، ثم جرت له معهم بعد ذلك حروب، وكانت عدّتهم خمسة «٣» آلاف.
وفيها امتحن الخليفة المعتصم أحمد بن حنبل بالقول بخلق القرآن وعاقبه رضى الله عنه، ووقع له أمور يطول شرحها من المناظرات والأسئلة، فثبّته الله على الحق.