السنة السادسة من سلطنة الملك الناصر فرج بن برقوق- الأولى على مصر وهى سنة ست وثمانمائة:
فيها توفّى قاضى القضاة ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الصالحى الشافعىّ، قاضى قضاة الشافعية بالديار المصرية- وهو قاض- فى يوم الأربعاء ثانى عشر المحرم بالقاهرة، وكان رئيسا نبيلا كريما كثير البرّ والإحسان، إلّا أنه كانت بضاعته مزجاة من العلم.
وتوفّى شمس الدين محمد بن البجانسىّ الصعيدى، محتسب القاهرة، فى يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى، بعد أن ولى حسبة القاهرة غير مرّة بالسعى والبذل.
وتوفّى الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن أبى بكر العراقىّ «١» الشافعىّ، شيخ الحديث بالدّيار المصرية، فى يوم الأربعاء ثامن شعبان بها، ومولده فى سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وسمع الكثير ورحل [فى]«٢» البلاد، وكتب وألف وصنّف وأملى سنين كثيرة، وكان ولى قضاء المدينة النبويّة، وعدّة تداريس، وانتهت إليه رئاسة علم الحديث فى زمانه، ومن شعره فيمن كان يشبه النبي- صلى الله عليه وسلّم- أنشدنا حافظ العصر شهاب الدين أحمد بن حجر- إجازة- أنشدنا الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقىّ رحمه الله تعالى- إجازة إن لم يكن سماعا. [البسيط]
وسبعة شبّهوا بالمصطفى قسما ... لهم بذلك قدر قد زكا ونما