السنة الاولى من ولاية المعزّ معدّ على مصر، وهى سنة ثلاث وستين وثلثمائة.
فيها أعاد عزّ الدولة بختيار النّوح في يوم عاشوراء إلى ما كان عليه.
وفيها أظهر الخليفة المطيع ما كان يستره من علّته. وثقل لسانه وتعدّر الحركة عليه للفالج الذي كان ناله قديما، وانكشف ذلك لسبكتكين، فدعا الخليفة المطيع إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطائع لله عبد الكريم ففعل ذلك؛ وعقد له الأمر في يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من ذى القعدة من السنة المذكورة.
فكانت خلافته إلى أن خلع نفسه تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يوما. وصورة ما كتب:
«هذا ما أشهد على متضمّنه أمير المؤمنين الفضل المطيع لله ابن المقتدر بالله، حين نظر لدينه ورعيّته وشغل بالعلّة الدائمة عمّا كان يراعيه من الأمور الدينية اللازمة، وانقطع إفصاحه عما يجب عليه لله في ذلك، فرأى اعتزال ما كان عليه من هذا الأمر وتسليمه إلى ناهض به قائم بحقّه [ممّن يرى له «١» الرأى] .
عقده له وأشهد بذلك طوعا» وذكر التاريخ المذكور. وفي آخره بخط القاضى أبى الحسن محمد بن صالح:«شهد عندى بذلك أحمد بن حامد «٢» بن محمد، وعمر بن محمد ابن أحمد، وطلحة بن محمد بن جعفر» . قلت: وانقطع المطيع بداره، وكان يسمّى بعد ذلك الشيخ الصالح إلى أن مات في سنة أربع وستين وثلثمائة، على ما يأتى ذكره فى الآتية إن شاء الله تعالى.
وفيها توفّى عبد العزيز بن أحمد بن جعفر الفقيه الحنبلىّ العالم المشهور، مولده سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وصنّف المصنّفات الكبيرة؛ منها كتاب" المقنع" مائة