إلّا أطلقوه، وأن يخطب للعزيز في جامع قسطنطينية كلّ جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كلّ ما افترضه «١» عليهم؛ ثمّ ردّهم بعقد الهدنة سبع سنين.
وفيها توفّيت ستيتة، وقيل آمنة، بنت القاضى أبى عبد الله الحسين المحاملىّ، وأمّ القاضى أبى الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملىّ، كنيتها أمة الواحد.
كانت فاضلة، من أعلم الناس وأحفظهم لفقه الشافعىّ، وتقرأ القراءات والفرائض والنحو وغير ذلك من العلوم مع الزهد والعبادة والصدقات، وكانت تفتى مع أبى على ابن أبى هريرة؛ وماتت في شهر رمضان.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشر أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٧٨]
السنة الثالثة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ثمان وسبعين وثلثمائة.
فيها في المحرّم أمر شرف الدولة بأن ترصد الكواكب السبعة في مسيرها وتنقّلها فى بروجها على مثال ما كان المأمون يفعل، وتولّى ذلك ابن رستم الكوهىّ «٢» ، وكان له علم بالهيئة والهندسة، وبنى بيتا في دار المملكة بسبب ذلك في آخر البستان، وأقام الرصد لليلتين بقيتا من صفر.
وفيها كثرت العواصف وهبّت ريح بفم الصّلح «٣» عظيمة جرفت «٤» دجلة من غربيها إلى شرقيها، فأهلكت خلقا كثيرا وغرّقت كثيرا من السفن الكبار.