أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وسبع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وأربع أصابع. فهلكت الزروع والغلّات والمخازن من كثرة الماء.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٨٢]
السنة الخامسة والخمسون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
فيها جهّز بدر الجمالىّ أمير الجيوش عسكرا من مصر مع نصير الدولة الجيوشىّ، فنزل على صور وبها القاضى عين الدولة بن أبى عقيل، فسلّمها إليه لمّا لم يكن له به طاقة. وفتح نصير الدولة صيداء وعكّا. وكان لتتش بهذه البلاد ذخائر وأموال، فأخذها نصير الدولة المذكور، ثم نزل على بعلبكّ، وجاءه ابن ملاعب وخطب للمستنصر صاحب الترجمة (أعنى أنه دخل تحت طاعة المصريّين) . وبعث تتش إلى آق سنقر وبوزان وقال لهما: هذه البلاد كان لى فيها ذخائر وقد أخذت، وطلب منهما النجدة، فبعثا له عسكرا.
وفيها توفّى طاهر بن بركات «١» بن إبراهيم الحافظ أبو الفضل القرشىّ الخشوعىّ.
كان عظيم الشأن، من أكابر شيوخ دمشق. قال ابن عساكر: سألت ولده إبراهيم ابن طاهر: لم سمّيتم الخشوعيّين؟ فقال: لأنّ جدّنا الأعلى كان يؤمّ الناس فمات بالمحراب. انتهى. وكانت وفاة طاهر هذا بظاهر دمشق. وكان ثقة صدوقا عالما.
وفيها توفى عاصم بن الحسن بن محمد بن على بن عاصم أبو الحسين. كان ظريفا أديبا شاعرا فصيحا حافظا للشعر.