السنة السادسة من ولاية الإخشيذ على مصر، وهى سنة ثمان وعشرين وثلثمائة- فيها ورد الخبر الى بغداد بأنّ سيف الدولة علىّ بن عبد الله بن حمدان هزم الدّمستق.
وفيها خرج بجكم الى الجبل وعاد. وفيها غرقت بغداد غرقا عظيما، بلغت الزيادة تسع عشرة ذراعا، وانبثق بثق من نواحى الأنبار فاجتاح «١» القرى، وغرق من الناس والسباع والبهائم ما لا يحصى، ودخل الماء الى بغداد من الجانب الغربىّ، وتساقطت الدّور، وانقطعت القنطرتان: القنطرة العتيقة والجديدة عند باب البصرة. وفيها تزوّج بجكم بسارّة بنت الوزير أبى عبد الله البريدىّ. وفيها في شعبان توفّى قاضى القضاة أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف وقلّد مكانه ابنه القاضى أبو نصر يوسف.
وفيها فسد الحال بين بجكم وبين الوزير أبى عبد الله البريدىّ بعد المصاهرة لأمور صدرت؛ فعزل بجكم الوزير المذكور واستوزر مكانه أبا القاسم سليمان [بن الحسن «٢» ] ابن مخلد، وخرج بجكم الى واسط. وفي شهر رمضان ملك محمد بن رائق حمص والشام إلى الرّملة وإلى العريش، ووقع بينه وبين الإخشيذ وقعة انهزم فيها الإخشيذ.
قلت: هى الوقعة التى ذكرناها في ترجمة الإخشيذ. وفيها توفّى أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب أبو عمر الأموىّ مولى هشام بن عبد الرّحمن الداخل الأموىّ الأندلسىّ القرطبىّ صاحب كتاب العقد [الفريد] في الأخبار. ولد سنة ستّ وأربعين ومائتين؛ وكان أديب الأندلس وفصيحها، مدح ملوك الأندلس، وكان صدوقا ثقة. وهو القائل: