الزاهد غلام ثعلب واسمه محمد بن عبد الواحد اللغوىّ، وأبو بكر محمد بن علىّ بن أحمد بن رستم الماذرائىّ بمصر، وله ثمان وثمانون سنة، وأبو بكر مكرم بن أحمد القاضى، والمسعودىّ صاحب مروج الذهب في جمادى الآخرة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وسبع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٤٦]
السنة الثانية عشرة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة ستّ وأربعين وثلثمائة- فيها كان بالرىّ ونواحيها زلازل عظيمة خارجة عن الحدّ، ثم خسف ببلاد الطّالقان في ذى الحجّة فلم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلا، وخسف بمائة وخمسين قرية من قرى الرّىّ؛ واتصل الخسف الى حلوان، فخسف بأكثرها.
وقذفت الأرض عظام الموتى وتفجّرت منها المياه، وتقطّع بالرّىّ جبل، وعلّقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار ثم خسف بها؛ وانخرقت الأرض خروقا عظيمة وخرج منها مياه نتنة ودخان عظيم. هكذا نقل الحافظ أبو الفرج ابن الجوزىّ في تاريخه. وفيها نقص البحر ثمانين ذراعا «١» وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعدّ. قلت: لعلّه البحر المالح، والله أعلم. وفيها توفّى محمد بن يعقوب ابن يوسف بن معقل بن سنان الحافظ أبو العبّاس الأموىّ النّيسابورىّ مولى بنى أمية المعروف بالأصمّ، صمّ بعد أن رحل الى البلاد وسمع الحديث، كان إماما محدّث عصره بلا مدافعة، حدّث ستّا وسبعين سنة، لأنّ مولده سنة سبع وأربعين ومائتين، ومات في شهر ربيع الاخر وله تسع وتسعون سنة، وقد انتهت إليه رياسة أهل الحديث بخراسان.