وفيها توفّى القدوة الصالح الواعظ أبو يعقوب يوسف بن أيّوب الهمذانىّ الواعظ المفسّر، كان إماما فاضلا، وله لسان حلو فى الوعظ، وللناس فيه محبّة وعليه القبول.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٣٦]
السنة الثانية عشرة من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر وهى سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
فيها توفّى شيخ الإسلام الحسام عمر بن عبد العزيز بن مازة «١» ، إمام الحنفيّة ببخارى وصدر الإسلام. كان علّامة عصره، وكانت له الحرمة العظيمة، والنعمة الجليلة، والتصانيف المشهورة؛ وكان الملوك يصدرون عن رأيه. ولمّا عزم سنجر شاه ابن ملكشاه على لقاء الخطا «٢» ، أخرجه معه، وفى صحبته من الفقهاء والخطباء والوعّاظ والمطّوّعة ما يزيد على عشرة آلاف نفر، فقتلوا فى المصافّ عن آخرهم، وأسر الحسام هذا وأعيان الفقهاء. فلمّا فرغ المصافّ أحضرهم ملك الخطا وقال:
ما الذي دعاكم إلى قتال من لم يقاتلكم والإضرار بمن لم يضرّكم؟ وضرب أعناق الجميع. وانهزم سنجرشاه فى ستّ أنفس، وأسرت زوجته وأولاده وأمّه وهتك حريمه، وقتل عامّة أمرائه. قال صاحب مرآة الزمان: وقتل مع سنجرشاه اثنا عشر ألف