للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٢٣]

السنة التاسعة من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر وهى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

فيها كانت زلزلة عظيمة أهلكت مائتى ألف وثلاثين ألف إنسان، قاله صاحب مرآة الزمان. وقال ابن القلانسىّ: إنّها كانت بالدنيا كلّها، وإنما كانت يحلب أعظم، جاءت ثمانين مرّة، ورمت أسوار البلد وأبراج القلعة، وهرب أهل البلد إلى ظاهرها.

وفيها توفى إسماعيل بن محمد بن أحمد الشيخ الأديب أبو طاهر الوثّابىّ «١» . كان شاعرا فصيحا مترسّلا.

وفيها توفّى علىّ بن أفلح الرئيس أبو القاسم الكاتب البغدادىّ. كان عالما فاضلا كاتبا شاعرا. تقدّم عند الخليفة المسترشد حتّى إنّه لقّبه جمال الملك وأعطاه الذهب ورتّب له الرواتب. ثمّ بلغه عنه أنّه كاتب دبيسا، فأراد القبض عليه، فهرب إلى تكريت واستجار ببهروز «٢» الخادم؛ فشفع فيه فعفا عنه الخليفة. ومن شعره:

[البسيط]

دع الهوى لأناس يعرفون به ... قد ما رسوا الحبّ حتّى لان أصعبه

بلوت نفسك فيما لست تخبره ... والشيء صعب على من لا يجرّ به

وفيها توفّى الأمير محمود بن تاج الملوك بورى بن الأتابك ظهير الدين طغتكين، الملك شهاب الدين صاحب دمشق. ولى دمشق مكان أبيه- قلت: ولعلّه