السنة الخامسة من سلطنة الملك الأشرف إينال العلائى على مصر وهى سنة إحدى وستين وثمانمائة:
فيها توفّى الأمير سيف الدين جانم بن عبد الله المؤيّدى أحد أمراء العشرات ورأس نوبة في يوم الخميس رابع المحرم، وقد جاوز السبعين من العمر، وكان أصله من مماليك الملك المؤيّد شيخ قبل سلطنته، وصار رأس نوبة السقاة بعد موت أستاذه المؤيّد، ثم تأمّر عشرة في دولة الملك الأشرف إينال، ثم صار من جملة رءوس النوب، فدام على ذلك إلى أن مات، وكان هينا لينا حشما- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير سيف الدين جرباش بن عبد الله الكريمى الظاهرى أمير سلاح بطالا بداره بسويقة الصاحب داخل القاهرة في ليلة السبت ثالث عشر المحرم، وقد شاخ وكبر سنّه حتى عجز عن الحركة إلا بعسر، ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، وكان يعرف بقاشق، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق، أعتقه قبل واقعة الناصرى ومنطاش في سلطنته الأولى، هكذا ذكر لى من لفظه.
ثم صار سلاحدارا في دولة الناصر فرج، ثم أمير عشرة ورأس نوبة، ثم صار أمير طبلخاناه في دولة الملك المؤيّد شيخ، ثم أمير مائة ومقدّم ألف، ثم صار في دولة الأشرف برسباى حاجب الحجاب بالديار المصرية، بعد انتقال الأمير جقمق العلائى إلى الأمير آخورية الكبرى، بعد توجه قصروه من تمراز إلى نيابة طرابلس، بعد عزل إينال النّوروزى وقدومه إلى القاهرة أمير مائة ومقدّم ألف، كل ذلك في سنة ست وعشرين وثمانمائة، ثم نقله الأشرف إلى إمرة مجلس في يوم الاثنين خامس عشر شوال سنة تسع وعشرين، عوضا عن الأمير إينال الجكمى، وقد انتقل الجكمى إلى إمرة سلاح بعد انتقال الأتابك يشبك الساقى الأعرج إلى أتابكية العساكر، بعد موت الأتابك قجق، واستقرّ الأمير قرقماس الشّعبانى حاجب الحجاب بعد موت جرباش هذا، ثم ولى جرباش هذا نيابة طرابلس، بعد انتقال قصروه إلى نيابة حلب،