السنة السادسة عشرة من سلطنة الملك الأشرف برسباى [على مصر]«١» وهى سنة أربعين وثمانمائة:
[فيها]«٢» كانت الواقعة بين الأمير خجا سودون أحد أمراء السلطان، وبين الأتابك جانبك الصوفى، وانكسر جانبك، وأمسك قرمش الأعور الظاهرى وكمشبغا أمير عشرة، وقتلا حسبما تقدم ذكرهما فى ترجمة [الملك]«٣» الأشرف.
وكان قرمش [المذكور]«٤» من أعيان المماليك الظاهرية [برقوق]«٥» وترّقى حتى صار أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، وانضم على جانبك الصوفى أولا وآخرا، وقبض عليه [الملك]«٦» الأشرف وحبسه بالإسكندرية، ثم أطلقه وأرسله إلى الشام أمير مائة ومقدم ألف بها.
فلما عصى البجاسى صار من حزبه، ثم اختفى بعد كسرة البجاسى إلى أن ظهر، لما سمع بظهور جانبك الصوفى وانضم عليه وصار من حزبه، إلى أن واقع خجا سودون وانكسر وقبض عليه.
وأما كمشبغا أمير عشرة فإنه كان أيضا من المماليك الظاهرية [برقوق]«٧» ومن جملة أمراء حلب، فلما بلغه خروج جانبك الصوفى سار إليه وقام بنصرته، وقد تقدم ذكر ذلك كله، غير أننا نذكره هنا ثانيا لكون هذا محلّ الكشف عنه والإخبار بأحواله.
وتوفى الشيخ الأديب زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن عبد الله المروزىّ الأصل الحموى، المعروف بابن الخرّاط، أحد موقّعى الدّست بالقاهرة وأعيان الشعراء، فى ليلة الاثنين أول المحرم بالقاهرة، عن نحو ستين سنة، ودفن