مات في هذه السنة في جمادى الأولى. وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنف؛ وكان قد افتقر وسأل قبل موته. وهو أوّل خليفة خلع وسمل. وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن أحمد أبو عبد الله الصّفّار الأصبهانىّ، كان محدّث عصره بخراسان، وكان مجاب الدعوة، أقام أربعين سنة لم يرفع رأسه الى السماء حياء من الله تعالى.
وكان يقول: اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم كاسمى، واسم أبيه اسم أبى.
وكانت وفاته في ذى القعدة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في السنة، قال: وفيها توفّى علىّ بن عبد الله بن يزيد ابن أبى مطر الإسكندرىّ القاضى وله مائة سنة، وعمر بن الحسن أبو الحسين بن الأشنانىّ «١» القاضى، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفّار الأصبهانىّ، وأبو جعفر محمد بن عمر بن البخترىّ، وأبو نصر الفارابىّ صاحب الفلسفة محمد بن محمد بن طرخان. قلت: يأتى ذكر الفارابىّ أيضا في هذا الكتاب في غير هذه السنة على ما ورّخه صاحب المرآة وغيره.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وإصبعان.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٤٠]
السنة السادسة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة أربعين وثلثمائة- فيها قصد صاحب عمان البصرة وساعده أبو يعقوب القرمطىّ، فسار اليهم أبو محمد [الحسن بن «٢» محمد] المهلّبىّ في الدّيلم والجند، فالتقوا فهزمهم المهلّبىّ واستباح عسكرهم،