بغداد، وسكن طبريّة وأيلة وحدّث بدمشق وصنّف في النحو" مختصرا". وفيها غزا سيف الدولة في شهر ربيع الأوّل ووافاه عسكر طرسوس في أربعة آلاف عليهم القاضى أبو الحصين، فسار إلى قيساريّة وفتح عدّة حصون وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو «١» ثم إلى خرشنة يقتل ويسبى، ثم الى صارخة «٢» بينها وبين قسطنطينيّة سبعة أيّام. فلمّا نزل عليها واقع الدّمستق مقدّمته فظهرت عليه فلجأ إلى الحصن، وخاف على نفسه؛ ثم جمع والتقى بسيف الدولة، فهزمه الله أقبح هزيمة وأسرت بطارقته.
وكانت غزوة مشهورة، وغنم المسلمون مالا يوصف؛ وبقوا في الغزو أشهرا. وفيها توفّى الخليفة القاهر أبو منصور محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أحمد ابن ولىّ العهد أبى أحمد طلحة الموفّق ابن الخليفة المتوكّل جعفر العباسى الهاشمىّ البغدادىّ.
استخلف أوّلا بعد خلع المقتدر بالله جعفر، ثم خلع بعد ثلاثة أيّام، ودام دهرا الى أن بويع ثانيا بالخلافة بعد قتل جعفر المقتدر سنة عشرين وثلثمائة؛ فأقام في الخلافة الى أن خلعوه من الخلافة في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة بالراضى بالله أبى العباس محمد «٣» ، وسملت عيناه فسالتا على خدّه، وحبسوه مدّة ثم أهملوه وسيّبوه حتّى