وفيها قتل الوزير رئيس الرؤساء علىّ بن الحسين بن أحمد بن محمد الوزير ابو القاسم، كان من بيت رياسة ومكانة، استكتبه القائم بأمر الله العبّاسىّ، ثمّ استوزره ولقّبه «رئيس الرؤساء شرف الوزراء» . ومولده فى شعبان سنة تسع وتسعين وثلثمائة. وكان عالما بفنون كثيرة مع سداد رأى ووفور عقل. قتله أبو الحارث أرسلان البساسيرىّ. حسب ما ذكرناه فى أوّل ترجمة المستنصر صاحب الترجمة.
وفيها توفّى علىّ بن محمد بن حبيب أبو الحسن «١» الماوردىّ البصرىّ الإمام الفاضل الفقيه الشافعىّ صاحب التصانيف الحسان، منها «التفسير» و «كتاب الحاوى» و «الأحكام السلطانية» و «قوانين الوزارة» و «الأمثال» . وولى القضاء ببلدان كثيرة. وكان محترما عند الخلفاء والملوك.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وسبع أصابع. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٥١]
السنة الرابعة والعشرون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
فيها انصرف أبو الأغرّ دبيس بن مزيد عن بغداد على غضب من البساسيرىّ.
وفيها كان بمكة رخص لم يعهد مثله «٢» ، حتّى بلغ البرّ والتمر مائتى رطل بدينار.
وفيها قتل أبو الحارث أرسلان التركىّ المعروف بالبساسيرىّ صاحب الدعوة للمستنصر ببغداد، كان يلقّب بالمظفّر. وكان فى مبدأ أمره مقدّما على الأتراك