السنة الثانية عشرة من سلطنة الملك «١» الأشرف برسباى [على مصر]«٢» وهى سنة ست وثلاثين وثمانمائة:
فيها كانت سفرة السلطان الملك الأشرف هذا إلى آمد، وعاد فى أوائل سنة سبع وثلاثين، وقد تقدم ذكر ذلك كله.
وفيها توفى قاضى القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد الأموى المالكى بدمشق، فى يوم الثلاثاء حادى عشر صفر؛ وكان ولى فى دولة [الملك]«٣» المؤيد [شيخ]«٤» قضاء المالكية بالديار المصرية، وكان قليل العلم «٥» .
وتوفى التاجر نور الدين على بن جلال الدين محمد الطّنبذى «٦» ، فى ليلة الجمعة رابع عشر صفر، عن سبعين سنة، وترك مالا كبيرا لم يبارك الله فيه لذريته من بعده، ولم يشهر نور الدين هذا بكرم ولا دين ولا علم.
وتوفى الأمير علاء الدين منكلى بغا الصلاحى الظاهرى المعروف بالعجمى، أحد الحجاب بالديار المصرية، فى ليلة الخميس حادى عشر [شهر]«٧» ربيع الأول، بعد مرض طال به سنين؛ وكان أحد الدوادارية الصغار فى أيام أستاذه [الملك]«٨» الظاهر برقوق، وتوجه رسولا إلى تيمور «٩» لنك فى دولة [الملك]«١٠» الناصر فرج، ثم ولى حسبة القاهرة فى دولة [الملك]«١١» المؤيد شيخ، ثم صار من جملة الحجاب إلى أن مات.