، فصاح: بلى! والله قد آن؛ ونزل عن دابّته ودخل الماء ولم يخرج منه حتّى فرّق جميع أمواله، وبقى في الماء حتّى أعطاه رجل قميصا فلبسه وخرج إلى المسجد ولزم العبادة حتى مات.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وثلاث عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٤٩]
السنة الخامسة عشرة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة تسع وأربعين وثلثمائة، وهى السنة التى مات فيها أنوجور صاحب الترجمة كما تقدّم ذكره- فيها أوقع نجا غلام سيف الدولة بن حمدان بالروم فقتل وسبى وأسر. وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد في شعبان بين السّنيّة والشّيعة، وتعطّلت الصلوات في الجوامع سوى جامع براثا «١» الذي يأوى إليه الرافضة. وكان جماعة بنى هاشم قد أثاروا الفتنة؛ فاعتقلهم معزّ الدولة بن بويه فسكنت الفتنة. وفيها ظهر ابن لعيسى بن المكتفى بالله بناحية أرمينية وتلقّب بالمستجير بالله، يدعو إلى الرّضى من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولبس الصوف وأمر بالمعروف، ومضى إلى جبال الديلم فاستنصر بهم؛ فخرج معه جماعة منهم وساروا إلى أذربيجان، فاستولى المستجير بالله على عدّة بلدان؛ وبعض البلاد التى استولى عليها كانت في يد سلار الدّيلمىّ، فسار سلار فهزمه، ويقال: قتله، لأنه لم يظهر له حسّ بعد ذلك. وفيها في شوال عرض «٢» للسلطان