سليمان العباسىّ، رحل فى طلب العلم، وكان من النحو واللغة والفقه والأدب والفضل بالمحلّ الأعلى، وكان من الثّقات الحفّاظ، وقرأ كتاب سيبويه على المازنىّ، فكان المازنىّ يقول: يقرأ علىّ كتاب سيبويه وهو أعلم به منّى. وفيها توفّيت فضل الشاعرة، كانت من مولّدات اليمامة «١» ، وكذا أمها، وبها ولدت؛ فربّاها بعض الفضلاء وباعها، فاشتراها محمد بن الفرج الرّخجىّ وأهداها إلى المتوكّل، ولم يكن فى زمانها أفصح منها ولا أشعر. وفيها توفى شهيدا بأيدى الزّنج زيد بن أخزم- بمعجمتين- الطائىّ الحافظ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٥٨]
السنة الرابعة- من ولاية أحمد بن طولون على مصر، وهى سنة ثمان وخمسين ومائتين- فيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفّق طلحة على حرب الزّنج، فندب إليهم الموفّق منصورا، فكانت وقعة بين منصور بن جعفر بن دينار وبين يحيى «٢» ، فانهزم عن منصور عسكره، وساق وراءه يحيى فضرب عنقه، واستباحت الزّنج عسكره؛ فلما وصل الموفّق إلى نهر «٣» معقل انهزم جيش الخبيث رأس الزّنج، ثم تراجعوا وقاتلوا جيش الموفّق حتى هزموه؛ وانحاز الموفّق وهمّ بالهروب، ثم تراجع