أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وأربع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٤٨]
السنة الحادية والعشرون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
فيها عم الوباء والقحط بغداد والشام ومصر والدنيا، وكان الناس يأكلون الميتة. وبلغت الرّمانة والسفرجلة دينارا، وكذا الخيارة واللّينوفرة، وانقطع ماء النيل بمصر، وكان يموت بها فى كلّ يوم عشرة آلاف إنسان. وباع عطّار واحد فى يوم واحد ألف قارورة شراب. ووقع بمصر أنّ ثلاثة لصوص نقبوا نقبا فوجدوا عند الصّباح موتى: أحدهم على باب النقب، والثانى على رأس الدرجة، والثالث على الكارة التى سرقها. وهذا الوباء والغلاء خلاف الغلاء الذي ذكرناه فى ترجمة المستنصر؛ ويأتى ذكر ذلك أيضا فى محلّه. غير أنّه كان ينذر عن ذاك بأمور استرسلت إلى أن عظم الأمر.
وفيها أقيم الأذان فى مشهد موسى بن جعفر ومساجد الكرخ ب «الصلاة خير من النوم» على رغم أنف الشّيعة، وأزيل ما كانوا يقولونه فى الأذان من «حىّ على خير العمل» .
وفيها توفّى جعفر بن محمد بن عبد الواحد أبو طالب الجعفرىّ الشريف الطّوسىّ شيخ الصوفية، كان محدّثا فاضلا، سافر [إلى] البلاد فى طلب الحديث، وسمع بالعراقين والشام وخراسان وغيرها.