والعلّامة زين الدين يحيى «١» بن عبد المعطى بن عبد النّور الزّواوىّ النحوىّ فى ذى القعدة بمصر.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ذراع واحدة ونصف إصبع.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا سواء.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٦٢٩]
السنة الرابعة عشرة من ولاية الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة تسع وعشرين وستمائة.
فيها عاد التّتار إلى الجزيرة وحرّان وقتلوا وأسروا وسبوا، وخرج الملك الكامل صاحب الترجمة من مصر إلى أن وصل إلى ديار بكر واجتمع مع أخيه الأشرف موسى، واجتمعوا على دفع التّتار؛ وكان أهل حرّان قد خرجوا لقتال التّتار، فما رجع منهم إلّا القليل. وعاد التّتار إلى بلادهم بعد أمور صدرت منهم فى حقّ المسلمين.
فلمّا بلغ الكامل عود التّتار نزل على مدينة آمد ومعه أخوه الأشرف، وحاصرها حتّى استولى عليها وعلى عدّة قلاع.
وفيها توفّى إسماعيل بن إبراهيم الشيخ شرف الدين الفقيه الحنفىّ وهو ابن خالة شمس الدين ابن الشّيرازىّ. كان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا وله تصانيف حسان، منها «مقدمة فى الفرائض» ، وكان بعث إليه الملك المعظّم عيسى صاحب دمشق يقول: أفت بإباحة الأنبذة، وما يعمل من ماء الرمّان ونحوه، فقال: لا أفتح هذا الباب على أبى حنيفة! إنّما هى رواية النوادر، وقد صحّ عن أبى حنيفة أنّه