ونسب الى ذلك، لأنّ امرأة سألته مسألة فخرج منها صوت ريح من تحتها فخجلت؛ فقال لها: ارفعى صوتك، وأراها من نفسه أنه أصمّ حتى سكن ما بها، فغلب عليه الأصمّ، وكان ممّن جمع له العلم والزهد والورع. وفيها توفى حيّان بن بشر الحنفىّ، كان إماما عالما فقيها محدّثا ثقة، ولى قضاء بغداد وأصبهان، وحمدت سيرته.
وفيها توفى الشيخ أبو عبيد البسرىّ، أصله من قرية بسر من أعمال حوران، كان صالحا مجاب الدّعوة صاحب كرامات وأحوال، واسمه محمد، وكان صاحب جهاد وغزو.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى إبراهيم بن محمد بن عمر الشافعىّ، وحاتم الأصمّ الزاهد، وسعيد بن حفص «١» النّفيلىّ، والعباس بن الوليد النّرسىّ «٢» - قلت: النّرسىّ بفتح النون وسكون الراء المهملة- وعبد الله بن عامر بن زرارة، وعبد الله بن مطيع، وعبد الأعلى بن حمّاد النّرسىّ، وعبيد الله بن معاذ العنبرىّ، وأبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدرىّ، ومحمد بن قدامة الجوهرىّ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبعة أذرع سواء، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وخمسة عشر إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٣٨]
السنة الثانية من ولاية عبد الواحد بن يحيى على مصر وهى سنة ثمان وثلاثين ومائتين- فيها حاصر بغا تفليس وبها إسحاق بن إسماعيل مولى بنى أميّة، فخرج إسحاق للمحاربة فأسر ثم ضربت عنقه، وأحرقت تفليس واحترق فيها خلق، وفتحت عدّة حصون بنواحى تفليس.