وفيها توفّى الحسن بن أبى الفضل الأمير أبو محمد النّسوىّ صاحب شرطة بغداد الذي اصطلح أهل السنّة والرافضة خوفا منه فيما تقدّم ذكره. وكان صار ما فاتكا ظالما، يقتل الناس ويأخذ أموالهم. وشهد عليه الشهود عند القاضى أبى الطيب «١» فحكم بقتله، فصالح بمال فسلم، وعزل من الشّرطة ثم أعيد؛ فاتّفقت أهل السّنة والرافضة عليه فقتلوه.
وفيها وقع الطاعون بالحجاز واليمن، وخربت قرى كثيرة، وصار من يدخلها هلك من ساعته.
وفيها توفّى محمد بن عبيد الله بن أحمد أبو الفضل المالكىّ المعروف بابن عمروس، انتهت إليه رياسة المالكية ببغداد فى زمانه، وكان من القرّاء المجوّدين ثقة دينّا؛ أخرج له الخطيب حديثا عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتّى يعمله «٢» » .
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع واثنتان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وتسع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٥٣]
السنة السادسة والعشرون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.