السنة الخامسة من ولاية الفائز بنصر الله على مصر وهى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
فيها اتّفق السلطان محمد شاه السّلجوقىّ مع أخيه ملكشاه وأمدّه بعساكر، فسار إلى خوزستان وفتحها.
وفيها توفّى عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم أبو الوقت الهروىّ المنشأ السّجزىّ «١» الأصل. ومولده فى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وحمله أبوه من هراة إلى بوشنج على عنقه، فسمع صحيح البخارى، وقدم بغداد وطال عمره وحدّث وسمع منه خلائق وألحق الصّغار بالكبار. وكان كثير التعبّد والتهجّد. ومات ببغداد ودفن بالشّونيزيّة عن نيّف وتسعين سنة.
وفيها توفّى يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الشيخ أبو الفضل الحصكفىّ «٢» ولد بطنزة (مدينة صغيرة بديار بكر) ونشأ بحصن كيفا وانتقل إلى ميّافارقين.
وكان إماما فى كلّ فنّ، وله أدب وترسّل وشعر. ومن شعره:
[البسيط]
والله ولو كانت الدّنيا بأجمعها ... تبقى علينا ويأتى رزقها رغدا
ما كان من حقّ حرّ أن يذلّ لها ... فكيف وهى متاع يضمحلّ غدا