السنة الثانية من ولاية كافور الإخشيذىّ على مصر- وهى سنة ست وخمسين وثلثمائة.
فيها عملت الرافضة المأتم في يوم عاشوراء ببغداد على العادة.
وفيها مات السلطان معزّ الدولة بن بويه الآتى ذكره، وتولّى مملكة العراق من بعده ابنه عزّ الدولة بختيار «١» بن أحمد بن بويه. وفيها قبض على الملك ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان ولده أبو تغلب، لأنّ أخلاقه ساءت وظلم وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره؛ فقبص عليه ولده المذكور بمشورة [رجال] الدولة فى جمادى الأولى، وبعثه إلى القلعة ورتّب له كل ما يحتاج إليه ووسّع عليه.
وفيها توفى السلطان معزّ الدولة أبو الحسن أحمد بن بويه بن فنّا خسرو بن تمام بن كوهى؛ كان أبوه بويه يصطاد السمك وكان ولده هذا ربما احتطب.
وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه في محلّه في هذا الكتاب؛ مآل أمره إلى الملك. وكان قدومه إلى بغداد سنة أربع وثلاثين وثلثمائة، وكان موته بالبطن، فعهد إلى ولده عزّ الدولة أبى منصور بختيار، وكان الرّفص في أيّامه ظاهرا ببغداد؛ ويقال:
إنه تاب قبل موته وتصدّق وأعتق. قلت: وجميع بنى بويه على هذا المذهب القبيح غير أنهم لا يفشون ذلك خوفا على الملك. ومات معزّ الدولة في سابع عشر شهر ربيع الآخر عن ثلاث وخمسين سنة؛ وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة. وكان قد ردّ المواريث إلى ذوى الأرحام. ويقال: إنه من ذرّيّة سابور «٢» ذى الأكتاف.