العشرات ورأس نوبة، بتوجهه إلى الديار المصرية، مبشرا بعود السلطان إلى الديار المصرية.
وصار السلطان يركب ويسير بحلب، وطلع إلى قلعتها غير مرة، إلى أن خرج منها فى يوم الخميس خامس ذى الحجة من سنة ست وثلاثين المقدم ذكرها، يريد جهة دمشق، وسار حتى نزل بحماه، وأقام بها أياما، ثم رحل منها بعساكره إلى جهة دمشق حتى دخلها فى يوم الخميس تاسع عشر ذى الحجة، ونزل بقلعتها، ونزلت عساكره بمدينة دمشق، ودام بدمشق إلى أن برز منها يوم السبت ثامن عشرين ذى الحجة، يريد الديار المصرية، بعد أن خلع على جميع نواب البلاد الشأمية باستمرارهم، ولم يحرك ساكنا فى الظاهر والله متولى السرائر. ثم سار السلطان حتى وصل غزة، وقد استقر فى نيابتها من دمشق الأمير يونس الرّكنى، أحد مقدمى الألوف بدمشق، وكان يونس المذكور وليها مرة أخرى قبل ذلك.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٣٧]
وأقام السلطان بغزة ثلاثة أيام، ثم رحل منها يريد القاهرة، حتى وصلها فى يوم الأحد العشرين من محرم سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، ودخل فى موكب عظيم «١» جليل من باب النصر بأبهة الملك وشعار السلطنة، وعلى رأسه القبة والطير، تولى حمله الأمير الكبير سودون من عبد الرحمن وهو مريض، وقد ساعده جماعة من حواشيه فى حملها. وشق السلطان القاهرة وقد زينت لقدومه أحسن زينة، وسار حتى نزل بمدرسته التى أنشأها بخط العنبربين «٢» من القاهرة، وصلى بها ركعتين، ثم ركب منها وسار حتى خرج من باب زويلة، وطلع إلى القلعة بعد أن خرج المقام الجمالى يوسف ولده إلى ملاقاته بالخانقاه، وعاد معه. وكان لقدومه يوم مشهود «٣» ، وسر الناس بسلامته، وعاد السلطان إلى مصر بعد أن أتلف فى هذه السّفرة نحو الخمسمائة ألف دينار من النقد، وتلف له من