وأبو عبد الله محمد بن علىّ بن محمد بن الحسن بن صدقة الحرّانىّ التاجر، وله سبع وتسعون سنة. والحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان الحازمىّ الهمذانىّ فى جمادى الأولى شابّا، وله خمس وثلاثون سنة. وأبو الفرج يحيى بن محمود الثّقفىّ الصّوفىّ فى نواحى همذان غريبا.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع واثنتا عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٨٥]
السنة التاسعة عشرة من ولاية صلاح الدين يوسف بن أيّوب على مصر، وهى سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
فيها ولّى السلطان صلاح الدين على عكّة حسام الدين بشارة، وولّى على عمارة سورها الخادم بهاء الدين قراقوش.
وفيها توفّى الأمير طمان بن عبد الله النّورىّ صاحب الرّقّة، كان شجاعا جوادا محبّا للخير كثير الصدقات يحبّ الفقهاء والعلماء، بنى مدرسة بحلب للحنفيّة. وكانت وفاته فى ليلة نصف شعبان؛ وحزن السلطان صلاح الدين عليه والمسلمون لحرصه على الجهاد ولمواقفة المشهودة.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهّر «١» بن علىّ أبو سعد بن أبى السّرىّ التّميمىّ الموصلىّ القاضى شرف الدين بن أبى عصرون. كان إماما فاضلا مصنّفا، وكان خصيصا بالملك العادل نور الدين، ثم اقتضى «٢» به السلطان صلاح الدين، وولى القضاء بعدّة بلاد وضرّ قبل وفاته بعشر سنين. ومن شعره قوله: