أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.
[ما وقع من الحوادث سنة ٦٥٣]
السنة السادسة من ولاية الملك المعزّ أيبك الصالحىّ النّجمىّ التّركمانىّ على مصر، وهى سنة ثلاث وخمسين وستمائة.
فيها عزمت المماليك العزيزيّة على القبض على الملك المعزّ وكاتبوا الملك الناصر فلم يوافقهم أيدغدىّ العزيزىّ، واستشعر الملك المعزّ منهم بذلك وعلم الخبر، وعلموا هم أيضا فهربوا على حميّة، وكبيرهم آقوش البرنلى، ولم يهرب أيدغدى وأقام بمخيّمه، فجاء الملك المعزّ راكبا إلى قرب خيمته فخرج إليه أيدغدى فأمر المعزّ بحمله، وقبض أيضا على الأمير الأتابكى ونهبت خيام العزيزيّة وكانوا بالعبّاسة، والأعيان الذين هربوا: هم بلبان الرّشيدىّ، وعزّ الدين أزدمر، وبيبرس البندقدارىّ، وسنقر الأشقر، وسيف الدين قلاوون الألفى، وبدر الدين بيسرى، وسنقر الرّومى، وبلبان المستنصرىّ. «١»
وفيها عاد الملك الناصر داود من الأنبار إلى دمشق بعد أن حبسه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بقلعة حمص ثلاث سنين وبعث به إلى بغداد، ثم عاد إلى دمشق وأقام بها، ثم عاد فى سنة ثلاث وخمسين إلى العراق، وحجّ وأقام بالحلّة «٢» ، وكان قد جرى بين الحجّ العراقىّ وأصحاب أمير مكّة فتنة، فأصلح بينهم.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى المفتى ضياء الدين صقر بن يحيى بن سالم الحلبىّ فى صفر عن نيّف وتسعين سنة. والمحدّث