واستهلت سنة سبعين وثمانمائة ففى أولها رسم السلطان الظاهر خشقدم بتحويل السنة الخراجية على العادة «١» .
وفي يوم السبت أول المحرم وصل نجّاب، وهو مبشر الحاج، وأخبر بالأمن والسلامة.
وفي يوم الأربعاء ثانى عشره وصلت الأمراء الخمسة بمن معهم من أمراء الطبلخانات والعشرات والمماليك السلطانية من البحيرة.
وفيه استقرّ القاضى علاء الدين بن الصابونى قاضى قضاة دمشق الشافعية، بعد عزل القاضى جمال الدين الباعونى، وأضيف إليه نظر جيش دمشق، عوضا عن البدرى حسن ابن المزلق، وباشر علاء الدين المذكور قضاء دمشق سنين كثيرة، وهو مقيم بديار مصر، ونوّابه تحكم بدمشق، وهذا شىء لم يقع لغيره في دولة من الدول.
وفي يوم السبت ثانى عشرينه وصل الأمير خشكلدى القوامى أمير الركب الأول، ووصل من الغد أمير حاج المحمل جانبك قلقسيز بالمحمل، وكان وصل قبلهما الأمير قانى بك المحمودى المؤيّدى أحد مقدّمى الألوف بالديار وكان حج في هذه السنة.
وفي هذه الأيام زاد فساد المماليك الأجلاب، وعظم شرهم وظلمهم.
فلما كان يوم السبت ثالث عشر صفر نودى بالقاهرة بأن أعيان التجار والسوقة تطلع من الغد إلى القلعة، وطلعوا وقد ظن كل أحد منهم أن السلطان ينظر في أمرهم مع المماليك الأجلاب، فعند طلوعهم ركب السلطان ونزل إلى جهة القرافة وغيرها، ثم طلع إلى القلعة، وجلس على الدكة، وحضر التجار المطلوبون وغيرهم، فلما تمثلوا بين يديه كلمهم السلطان بكلام معناه: أنهم لا يشترون شيئا من القماش بالجريدة، وأن يخبروا