وفيها كان تزايد الغلاء حتى خرج عن الحدّ، وبيع القمح بنحو ألف وخمسمائة درهم الإردب، والفول والشعير بألف درهم الإردب، ثم تزايد بعد ذلك على ما حرّرناه فى الحوادث «١» .
وفيها توفّى الخليفة أمير المؤمنين المستكفى بالله أبو الربيع سليمان ابن الخليفة المتوكل على الله أبى عبد الله محمد بالقاهرة، فى يوم الجمعة ثانى المحرم، وقد تقدّم ذكر نسبه إلى العباس فى ترجمة أخيه المعتضد داود من هذا الكتاب.
وتولى الخلافة بعدة أخوه حمزة بغير عهد منه، ولقّب بالقائم بأمر الله.
ونزل السلطان الملك الظاهر للصلاة عليه بمصلاة المؤمنى «٢» ، ومشى فى جنازته إلى أن شهد دفنه، وربما أراد حمل نعشه فى طريقه، ومات المستكفى وهو فى عشر الستين، بعد أن أقام فى الخلافة تسع سنين ونحو عشرة أشهر. وكان ديّنا خيّرا، منجمعا عن الناس بالكلّيّة، كثير الصّمت، قليل الكلام، ذكر عنه أخوه أمير المؤمنين المعتضد داود- وكان شقيقه- عند ما عهد له بالخلافة فى مرض موته، أنه لا يعرف عليه كبيرة فى مدة «٣» عمره- رحمه الله تعالى.