وفيها توفّى محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان بن حكيم أبو طالب الهمذانىّ البغدادىّ البزّاز أخو غيلان المقدّم «١» ذكره. سمع من أبى بكر الشافعىّ أحد عشر جزءا معروفة بالغيلانيّات، وتفرّد فى الدنيا عنه. قال أبو بكر الخطيب:«كتبنا عنه، وكان صدوقا ديّنا صالحا» .
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وثلاث وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وسبع عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٤١]
السنة الرابعة عشرة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
فيها كانت فتنة بين أهل السنّة والرافضة. قال القاضى أبو القاسم علىّ بن المحسّن التنوخىّ:«أهل الكرخ طائفة نشأت على سبّ الصحابة، وليس للخلافة عليها أمر» . قلت: وعدم أمر الخليفة عليهم لميل بنى بويه إليهم فى الباطن، فإنهم أيضا من كبار الشيعة، وهم يوم ذلك سلاطين بغداد؛ غير أنهم كانوا لا يظهرون ذلك خوفا على الملك.
وفيها هبّت ريح سوداء ببغداد أظلمت الدنيا وقلعت رواشن دار الخلافة ودار المملكة ودور الناس، واقتلعت من الشجر والنخل شيئا كثيرا.
وفيها نزل طغرلبك السّلجوقىّ الرّىّ ولم يتحقّق موت أبى كاليجار بن بويه، ثمّ فحص عن ذلك حتّى تحقّق وفاته.