ثم في يوم الخميس تاسع عشرينه استقرّ الأمير جرباش المحمدى الأمير آخور الكبير أمير مجلس عوضا عن طوخ المقدم ذكره بحكم مرضه، واستقر عوضه في الأمير آخورية يونس العلائى أحد مقدّمى الألوف.
وفي هذه السنة كان فراغ الرّبع والحمامين الذين بناهم السلطان الملك الأشرف إينال هذا بخط بين القصرين.
وفرغت هذه السنة وقد انحلّ أمر حكّام الدّيار المصريّة أرباب الشرع الشريف والسياسة أيضا؛ لعظم شوكة المماليك الأجلاب، وصار من له حقّ عند كائن من كان من الناس قصد مملوكا من المماليك الأجلاب في تخليص حقّه، فما هو إلا أن أعلم ذلك المملوك بقصده خلّص من غريمه في الحال، فإن هؤلاء المماليك صاروا في أبواب أعيانهم شكل رأس نوبة ونقباء، ولبعضهم دوادار، فيرسل خلف ذلك الرجل المطلوب، ويأمره بإعطاء حق ذلك المدّعى- حقّا كان أو باطلا- بعد أن يهدّده بالضرب والنّكل، فإن أجاب وإلا ضرب في الحال ونكّل به، وعلم بذلك كل أحد، فصار كلّ أحد يستعين بهم فى قضاء حوائجه، وترك الناس الحكّام، فقوى أمر الأجلاب، وضعفت شوكة الحكّام، وتلاشى أمرهم إلى الغاية والنهاية.
وفي هذه السنة كانت زلزلة عظيمة بمدينة أرزنكان «١» ، هدّمت معظمها.
وفي هذه السنة أيضا كان بالشرق فتن كبيرة بين جهان شاه بن قرا يوسف، وبين أولاد باى سنقر بن شاه رخّ بن تيمور لنك، أصحاب ممالك العجم «٢»
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٦٢]
ثم استهلت سنة اثنتين وستين وثمانمائة.
ففى يوم الاثنين ثالث محرم من السنة المذكورة أنعم السلطان على قايتباى