وكان باطنيّا استأصله أخو صلاح الدين. وأبو الحسن علىّ بن أحمد الكنانىّ القرطبىّ بفاس، وله ثلاث وتسعون سنة. والفقيه عمارة بن علىّ بن زيدان اليمنىّ الشاعر؛ شنق فى جماعة سعوا فى إعادة الدولة العبيديّة. والسلطان نور الدين محمود بن زنكى الأتابكىّ بن آق سنقر التركىّ الملكشاهىّ فى شوّال، وله ثمان وخمسون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشر أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٧٠]
السنة الرابعة من ولاية السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب على مصر، وهى سنة سبعين وخمسمائة.
فيها ملك السلطان صلاح الدين دمشق من الملك الصالح ابن الملك العادل نور الدين محمود، حسب ما ذكرناه فى ترجمته. وكان أخذه لدمشق بمكاتبة القاضى كمال الدين الشّهرزورىّ و [صدّيق «١» ] بن الجاولىّ والأعيان، وكان بالقلعة ريحان الخادم، فعزم على قتاله، فجهّز إليه عسكر دمشق، وركب صلاح الدين من الجسور، فالتقاه أهل دمشق بأسرهم وأحدقوا به، فنثر عليهم الدراهم والدنانير، ودخل دمشق فلم يغلق فى وجهه باب ولا منعه مانع، فملكها عناية لا عنوة.
وفيها استخدم صلاح الدين العماد الكاتب الأصبهانىّ، وسببه أنه التقى بالقاضى الفاضل ومدحه بأبيات منها: