أبو محمد عبيد الله أوّل خلفاء الفاطميّة، وكانت دولته بضعا وعشرين سنة، ومحمد بن ابراهيم الدّيبلىّ «١» ، وأبو محمد بن عمرو العقيلىّ، والقاهر بالله محمد بن المعتضد خلع وسمل في جمادى الأولى ثم بقى خاملا سبع عشرة سنة، وهو الذي سأل يوم الجمعة.
- قلت: ومعنى قول الذهبىّ. «وهو الذي سأل يوم الجمعة» شرح ذلك أن القاهر لما طال خموله في عماه قلّ ما بيده ووقف في يوم من أيّام جمعة وسأل الناس، ليقيم بتلك الشناعة على خليفة الوقت- قال الذهبىّ: وأبو بكر محمد بن علىّ الكنانىّ الزاهد، وأبو على الرّوذبارىّ، يقال: اسمه محمد بن أحمد.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وستّ أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٢٣]
السنة الثالثة من ولاية أحمد بن كيغلغ الثانية على مصر، وهى سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة- فيها تمكّن الراضى بالله من الخلافة، وقلّد ابنيه المشرق والمغرب وهما أبو جعفر وأبو الفضل، واستكتب لهما أبا الحسين علىّ بن محمد بن مقلة. وفيها بلغ الوزير أبا [الحسين] علىّ بن مقلة أن ابن شنّبود المقرئ- وشنّبود بشين معجمة ونون مشدّدة وباء مضمومة ودال- بغيّر حروفا من القرآن ويقرأ بخلاف ما أنزل؛ فأحضره وأحضر عمر بن أبى عمر «٢» محمد بن يوسف القاضى وأبا بكر «٣» بن مجاهد وجماعة من القراء، ونوظر فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضى ولابن مجاهد ونسبهم الى الجهل وأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر؛ فأمر الوزير بضربه؛ فنصب بين يديه