وضرب سبع درر وهو يدعو على الوزير بأن تقطع يده ويشتّت شمله. ثم وقف على الحروف التى قيل إنه كان يقرأ بها، من ذلك:" فامضوا الى ذكر الله في الجمعة".
" وكان أمامهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا"." وتكون الجبال كالصوف المنفوش"." تبّت يدا أبى لهب وقد تبّ"." فلما خرّ تيقّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين". ثم استتيب غصبا ونفى الى البصرة «١» . وكان إماما في القراءة. وفيها قبض الخليفة الراضى على محمد بن ياقوت وأخيه المظفّر وأبى إسحاق «٢» القراريطىّ، وأخذ خطّ القراريطىّ بخمسمائة ألف دينار.
وعظم شأن الوزير ابن مقلة واستقلّ بتدبير الدولة. وفيها أخرج المنصور اسماعيل العبيدىّ يعقوب بن إسحاق في أسطول من المهديّة عدّته ثلاثون [مركبا] حربيا الى ناحية فرنجة، ففتح مدينة جنوة، ومرّوا بجزيرة سردانية فأوقعوا بأهلها وسبوا وأحرقوا عدّة مراكب وقتلوا رجالها، ثم عادوا بالغنائم الى المهديّة. وفيها في جمادى الأوّلى هبّت ريح عظيمة ببغداد واسودّت الدنيا وأظلمت من العصر الى المغرب برعد وبرق.
وفيها في ذى القعدة انقضّت النجوم سائر الليل انقضاضا عظيما ما رئى مثله. وفيها غلا السعر ببغداد حتى بيع كرّ القمح بمائة وعشرين دينارا والشعير بتسعين دينارا، وأقام الناس أيّاما لا يجدون القمح فأكلوا خبز الذرة والدّخن والعدس. وفيها توفّى إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، الشيخ أبو إسحاق الأزدىّ المحدّث الصوفىّ، سمع خلقا كثيرا وكان زاهدا عابدا. وفيها توفّى أبو عبد الله محمد بن «٣» زيد الواسطىّ المتكلّم.
وفيها توفى إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلّب بن