أبى صفرة، أبو عبد الله الأزدىّ العتكىّ الواسطىّ النحوىّ، ويعرف بنفطويه، ولد بواسط سنة أربعين ومائتين، وقيل: سنة خمسين ومائتين، وكان إمام عصره فى النحو والأدب وغيرهما. ومن شعره قوله:
أحبّ من الإخوان كلّ مواتى ... وكلّ غضيض الطرف عن عثراتى
يطاوعنى في كلّ أمر أريده ... ويحفظنى حيّا وبعد وفاتى
وهجاه أبو عبد الله محمد بن زيد الواسطىّ المتكلّم فقال:
من سرّه ألّا يرى فاسقا ... فليجتهد ألّا يرى نفطويه
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصيّر الباقى صراخا عليه
وفيها توفّى أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك أبو الحسن النديم الشاعر المشهور البرمكىّ، ويعرف بجحظة، ولد في شعبان سنة أربع وعشرين ومائتين، كان فاضلا صاحب فنون وأخبار ونوادر ومنادمة، وهو من ذرّية البرامكة.
وجحظة (بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الظاء «١» المعجمة وبعدها هاء) هو لقب غلب عليه لقّبه به عبد الله بن المعتزّ؛ وكان كثير الأدب عارفا بالنحو واللغة، وأما صنعة الغناء فلم يلحقه [فيها] أحد في زمانه. ومن شعره:
فقلت لها بخلت علىّ يقظى ... فجودى في المنام لمستهام
فقالت لى: وصرت تنام أيضا ... وتطمع أن أزورك في المنام
وكتب إليه الوزير ابن مقلة مرة بصلة، فمطله الجهبذ «٢» ؛ فكتب إليه جحظ- المذكور يقول: