عليه، إلا جماعة يسيرة؛ ومع هذا كان أحدهم إذا فعل شيئا من ذلك، فعله سرّا مع تخوف ورعب زائد، يرجفه فى تلك الحالة صفير الصافر وخفق الرياح، فلله دره من ملك، فى عفته وعبادته وكرمه.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٤٥]
ثم فى يوم السبت ثالث «١» شهر ربيع الأول من سنة خمس وأربعين وثمانمائة، خلع السلطان على يار «٢» على بن نصر الله الخراسانى العجمى الطويل باستقراره فى حسبة القاهرة، مضافا لما بيده من حسبة مصر القديمة «٣» عوضا عن قاضى القضاة بدر الدين محمود العينى الحنفى بحكم عزله.
ثم فى يوم الخميس ثامن «٤»[شهر]«٥» ربيع الأول المذكور، كانت مبايعة الخليفة أمير المؤمنين سليمان بن الخليفة المتوكل على الله أبى عبد الله محمد بالخلافة، بعد وفاة أخيه المعتضد داؤد، بعهد منه إليه، ولقب بالمستكفى بالله أبى الربيع سليمان.
ثم فى يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى، خلع السلطان على الشريف علىّ ابن حسن بن عجلان، باستقراره فى إمرة مكة، عوضا عن أخيه بركات بن حسن بحكم عزله، لعدم حضوره إلى الديار المصرية؛ وعين السلطان مع الشريف علىّ المذكور خمسين مملوكا من المماليك السلطانية، وعليهم الأمير يشبك الصوفى المؤيدى أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، لمساعدة علىّ المذكور على قتال أخيه الشريف بركات؛ وسافر الشريف علىّ من القاهرة فى يوم الخميس رابع عشرين جمادى الآخرة.
ثم فى يوم الاثنين سادس شهر رجب، قدم إلى القاهرة الأمير برسباى [الناصرى