السنة الثانية من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة تسع وثمانمائة.
فيها توفّى الشّريف بدر الدّين حسن بن محمد بن حسن الحسنىّ العلوىّ «١» النّسابة شيخ خانقاة بيبرس، فى ليلة السّبت سادس عشر شوال عن سبع وثمانين سنة.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم بدر الدّين أحمد بن محمد الطّنبذىّ «٢» الشافعىّ، فى حادى عشرين شهر ربيع الأول، وكان من أعيان الفقهاء الشافعية، معدودا من العلماء الأذكياء، غير أنّه كان مسرفا على نفسه، يميل إلى اللذّات التى تهواها النفوس، والتّهتكات.
قلت: وهو من النوادر على قول الحافظ الذهبىّ؛ فإنه قال:
النوادر ثلاثة:
شريف سنى، ومحدّث صوفى، وعالم متهتّك.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلامة زادة الخرزبانىّ «٣» العجمىّ الحنفىّ، شيخ الشيوخ بخانقاة شيخون فى يوم الأحد آخر ذى القعدة، ودفن من يومه بخانقاة شيخون، وكان من أعيان السّادة الحنفيّة، وله اليد الطولى فى العلوم العقلية والأدبيّات، علّامة زمانه فى ذلك، استدعاه الملك الظّاهر برقوق من بغداد إلى الديّار المصرية لعظم صيته،