يحيى الأنصاري بالأندلس وتغلبه على أقاليم طرطوشة «١» في شرق الأندلس، وكان قد التجأ إليها حين قتل أبوه الحسين ودعا إلى اليمانية وتعصب لهم، فاجتمع له خلق كثير وملك مدينة طرطوشة وأخرج عاملها يوسف القيسي «٢» فعارضه موسى بن فرتون «٣» وقام بدعوة هشام الأموي ووافقته جماعة؛ وخرج أيضاً مطروح بن سليمان بن يقظان بمدينة برشلونة وخرج معه جمع كبير، فملك مدينة سرقسطة ومدينة وشقة وتغلب على تلك الناحية وقوي أمره. وكان هشام مشغولاً بمحاربة أخويه سليمان وعبد الله، ولم تزل الحرب قائمة بالغرب، وأمير مصر يتخوف من هجوم بعضهم إلى أن عزل مسلمة عن مصر.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ١٧٣]
السنة التي حكم فيها مسلمة بن يحيى على مصر وهي سنة ثلاث وسبعين ومائة- فيها عزل الرشيد عن إمرة خراسان جعفر بن محمد بن الأشعث وولى عوضه ولده العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث. وفيها حج الرشيد بالناس ولما عاد أخذ معه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وحبسه إلى أن مات. وفيها توفيت الخيزران جارية المهدي وأم ولديه موسى الهادي وهارون الرشيد، كان اشتراها المهدي وأعتقها وتزوجها، ذكرنا ذلك في وقته من هذا الكتاب في محله، وكانت عاقلة لبيبة دينة؛ كان دخلها في السنة ستة آلاف وستين ألف ألف درهم، فكانت تنفقها في الصدقات وأبواب البر، وماتت ليلة الجمعة