للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاة الحاكم ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من شوّال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وكان فيه كسوف الشمس. وكانت مدّة عمره ستا وثلاثين سنة وسبعة أشهر، وقيل: سبعا وثلاثين سنة. وكانت ولايته على مصر خمسا وعشرين سنة وشهرا واحدا، قاله القضاعىّ. وتولّى الملك من بعده ابنه الظاهر لإعزاز دين الله علىّ بن الحاكم، وقام بتدبير مملكته عمته ستّ الملك المقدّم ذكرها إلى أن ماتت، حسب ما ذكرناه.

انتهت ترجمة الحاكم. ونذكر أيضا من أحواله نبذة كبيرة في الحوادث المتعلّقة بأيّامه مرتبة على السنين، فيها عجائب وغرائب. وأمّا ما ينسب إليه من الشعر- وقيل: هو للآمر العبيدىّ الآتى ذكره- فهو قوله:

دع اللّوم عنّى لست منّى بموثق ... فلا بدّ لى من صدمة المتحنّق

وأسقى جيادى من فرات ودجلة ... وأجمع شمل الدّين بعد التفرّق

***

[ما وقع من الحوادث سنة ٣٨٧]

السنة الأولى من ولاية الحاكم منصور على مصر وهى سنة سبع وثمانين وثلثمائة.

فيها استولى الحاكم صاحب الترجمة خليفة مصر على السواحل والشامات.

وفيها حجّ بالناس أبو عبد الله العلوىّ.

وفيها توفّى الحسن بن عبد الله بن سعيد أبو أحمد العسكرىّ العلّامة الرّاوية، صاحب التصانيف الحسان في اللغة والأدب والأمثال.

وفيها توفّى الحسن بن مروان أبو علىّ الكردىّ الأمير صاحب ميّافارقين.

قد ذكرنا مبدأ «١» أمره وكيف تغلّب على ديار بكر وملك حصونها. مات قتيلا على باب آمد.