السلطان الملك الأشرف أبو المفاخر «١» زين الدين شعبان ابن الملك الأمجد حسين ابن السلطان الملك الناصر محمد ابن السلطان الملك المنصور قلاوون. تسلطن باتفاق الأمير يلبغا العمرى وطيبغا الطويل مع الأمراء على سلطنته بعد خلع ابن عمه الملك المنصور محمد ابن الملك المظفّر حاجّى وهو السلطان الثانى والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية.
ولمّا اتفق الأمراء على سلطنته أحضر الخليفة المتوكّل على الله أبو عبد الله محمد والقضاة الأربعة وأفيض عليه الخلعة الخليفتيّة السوداء بالسلطنة وجلس على تخت الملك وعمره عشر سنين في يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة من غير هرج في المملكة ولا اضطراب في الرعية، بل في أقلّ من قليل وقع خلع المنصور وسلطنة الأشرف هذا وانتهى أمرهما ونزل الخليفة إلى داره وعليه التشريف ولم يعرف الناس ما وقع إلا بدقّ البشائر والمناداة باسمه وزيّنت القاهرة وتمّ أمره على أحسن الأحوال.
ومولد الأشرف هذا في سنة أربع وخمسين وسبعمائة بقلعة الجبل. واستقرّ الأتابك يلبغا العمرى الخاصّكى مدبّر الممالك ومعه خجداشه الأمير طيبغا الطويل أمير سلاح على عادتهما وعند ما ثبّت قواعد الملك الأشرف أرسل يلبغا بطلب الأمير على الماردينى نائب الشام إلى مصر فلمّا حضر أخلع عليه بنيابة السلطنة بديار مصر وتولّى عوضه «٢» نيابة دمشق الأمير منكلى بغا الشمسى نائب حلب وتولى نيابة حلب