للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة أصابع.

[ما وقع من الحوادث سنة ١٨٥]

السنة الثانية من ولاية الليث بن الفضل على مصر وهي سنة خمس وثمانين ومائة- فيها وثب أهل طبرستان على متوليهم مهرويه فقتلوه فولّى عوضه الرشيد عبد الله ابن سعيد الحرشي «١» . وفيها وقعت بالمسجد الحرام صاعقة فقتلت رجلين. وفيها خرج الرشيد إلى الرقة على طريق الموصل والجزيرة. وفيها حج بالناس أخو الخليفة منصور ابن المهدي، وكان يحيى بن خالد البرمكي استأذن الرشيد في العمرة، فخرج يحيى بن خالد في شعبان وأقام بمكة واعتمر في شهر رمضان وخرج إلى جدة فأقام بها على نية الرباط إلى زمن الحج، فحج وعاد إلى العراق. وفيها توفي عم «٢» جد الرشيد عبد الصمد بن علىّ ابن عبد الله بن العباس الأمير أبو محمد الهاشمي العباسي، ولد سنة خمس أو ست ومائة، وأمه أم ولد، ويقال: إن أمه كثيرة «٣» التي شبب بها عبد الله بن قيس الرقيات.

ولي عبد الصمد هذا إمرة دمشق والموسم غير مرة، وولي إمرة المدينة والبصرة.

واجتمع مرة بالرشيد وعنده جماعة من أقار به، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا مجلس فيه أمير المؤمنين وعمه وعم عمه وعم عم عمه؛ وكان في المجلس سليمان بن أبي جعفر المنصور وهو عم الرشيد، والعباس بن محمد وهو عم سليمان المذكور، وعبد الصمد هذا وهو عم العباس. ومات وليس بوجه الأرض عباسية إلا وهو محرم لها، رحمه الله. وفيها توفي محمد ابن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الأمير