من المتوكّل إلى المعتمد، وكانوا يعظّمونه، وكان عالما بأيام الناس راوية للأشعار.
وفيها توفّى محمد بن إسحاق بن إبراهيم العنبسىّ «١» الصّيمرىّ الشاعر، كان أديبا قدم بغداد ونادم المتوكّل؛ ومن شعره رضى الله عنه:
كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعوّاد
قد يصاد القطا فينجو سليما ... ويحلّ القضاء بالصّيّاد
وفيها توفّى المنذر بن محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام أبو الحكم أمير الأندلس، أقام على الأندلس سنتين، وأمّه أمّ ولد، وهو السادس لصلب عبد الرّحمن الداخل الأموىّ المقدّم ذكره.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وثمانى أصابع ونصف.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٧٦]
السنة السادسة من ولاية خمارويه على مصر، وهى سنة ستّ وسبعين ومائتين- فيها رضى الخليفة المعتمد على عمرو بن الليث الصّفّار، وكتب اسمه على الأعلام والعدد. وفيها في [شهر «٢» ] ربيع الأوّل خرج الموفّق أخو الخليفة المعتمد من بغداد يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبى دلف بأصبهان، فتنحّى له أحمد عن داره:
عن آلتها وفرشها، فنزل بها الموفّق؛ وقدم محمد بن أبى الساج على الموفّق هاربا من خمارويه صاحب الترجمة بعد وقعات جرت بينهما، فأكرمه الموفّق وخلع عليه.