مائتى جمل إلى البركة «١» ، فعند ذلك رجع شيخ عن إرسال الأمراء، وعوّل على مصالحة نوروز، وبعث إليه الأمير جانم ليصلح بينهما، وجهز له شيخ ستّة آلاف دينار، فمال نوروز لمصالحته، فلما بلغ دمرداش نائب حلب الخبر اهتمّ لقتال نوروز، وجمع طوائف التّركمان والعربان، وسار إليه بكتمر جلّق نائب طرابلس، وحضر إليه أيضا نائب أنطاكيّة «٢» وبعث دمرداش ابن أخيه تغرى بردى المعروف بسيّدى الصغير- وهو يومئذ أتابك حلب- إلى مرج «٣» دابق ومعه جماعة كبيرة من التّركمان، ثم أتاه بكتمر جلّق، فرحلا من حلب بعساكرهما وقصدا نوروزا، وقد نزل نوروز بجموعه على عين تاب، فتقدّم إليه تغرى بردى سيّدى الصغير بالتركمان الكبكيّة»
، جاليش عمّه دمرداش، فرحل نوروز إلى مرعش «٥» ، وتحاربت كشّافته مع كشّافة دمرداش محاربة قويّة، أسر فيها عدّة من النّوروزية، وانهزم نوروز، واستولى عسكر دمرداش على عين تاب، وعاد دمرداش إلى حلب، وكتب بذلك إلى السّلطان.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨١٢]
فسرّ السلطان بذلك، وكتب الجواب: إنّى واصل عقيب ذلك إلى البلاد الشامية، وعظم اهتمام السلطان وعساكره للسّفر، إلى أن خرج جاليشه من الأمراء إلى الرّيدانيّة، فى يوم الأربعاء سابع المحرّم من سنة اثنتى عشرة