القبلة قبل إقامة الصلاة، ومنع المساند التى يسند اليها فى الجوامع، وأمر أن تصلّى التراويح فى شهر رمضان خمس تراويح، وكانوا قبل ذلك يصلّونها ستّا؛ ومنع من التثويب فى الصلاة، وأمر بالأذان فى يوم الجمعة فى مؤخّر المسجد، ثم أمر بأن يغلّس بصلاة الصبح؛ ونهى أيضا أن يشقّ ثوب على ميّت أو يسوّد وجه أو يحلق شعر أو تصيح امرأة؛ وعاقب بسبب ذلك خلقا كثيرا وشدّد على الناس حتى أبادهم ولم يزل فى التشدّد على الناس حتى مرض ومات فى ليلة الاثنين لخمس خلون من المحرّم سنة أربع وخمسين ومائتين. واستخلف بعده ابنه أحمد ابن مزاحم على مصر؛ فكانت ولاية مزاحم هذا على مصر سنة واحدة وعشرة أشهر ويومين.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٥٣]
السنة الأولى من ولاية مزاحم بن خاقان على مصر وهى سنة ثلاث وخمسين ومائتين- فيها قصد يعقوب بن الليث الصفّار هراة فى جمع، وقاتل أهلها حتى أخذها من نوّاب محمد بن طاهر ومسك من كان بها وقيّدهم وحبسهم. وفيها سار الأمير موسى بن بغا فانتقى هو وعسكر عبد العزيز ابن الأمير أبى دلف العجلىّ فهزمهم، وساق وراءهم الى الكرج «١» وتحصّن عنه عبد العزيز، وأسرت والدة عبد العزيز المذكور؛ ثم بعث الى سامّرّا بتسعين حملا من رءوس القتلى. وفى شهر رمضان خلع الخليفة المعتزّ بالله على بغا الشرابىّ وألبسه تاج الملك «٢» . وفيها فى شوّال قتل وصيف التركىّ.
ثم فى ذى القعدة كسف القمر. وفيها غزا محمد بن معاذ «٣» بلاد الروم ودخل بالعسكر من جهة ملطية فأسر وقتل. وفيها فى ذى القعدة ايضا التقى موسى بن بغا والكوكبىّ «٤»