على العادة، وتشدد على أهل مصر فبغضوه وثاروا عليه، ووافقهم جند مصر؛ فقاتلهم عبد الله المذكور غير مرة، ومنعهم الحسن بن عبيد أعطياتهم وتهددهم لموافقتهم على حرب عبد الله. ثم تحامل الحسن المذكور على الرعية وعسفها وتهدد الجميع؛ فاجتمع الجميع وثاروا ووقفوا جملة واحدة؛ فخرج إليهم عبد الله وقاتلهم، فهزموه وأخرجوه من مصر؛ ثم عمدوا إلى المطلب بن عبد الله وأخرجوه من حبسه وأقاموه على إمرة مصر لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة تسع وتسعين ومائة. ولما بلغ العباس صاحب الترجمة ما وقع لابنه عبد الله بمصر قصد الديار المصرية حتى نزل بلبيس ودعا قيساً لنصرته ومضى إلى الحوف، ثم عاد مريضاً إلى بلبيس فمات به لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة من سنة تسع وتسعين ومائة. يقال: أن المطلب دس عليه سماً في طعامه فمات منه. وأما ابنه عبد الله فقال صاحب البغية:
قتله الجند في يوم النحر سنة ثمان وتسعين ومائة. فكانت مدة إقامته خليفة عن أبيه شهرين ونصف شهر.
قلت: وأما ولاية العباس على مصر أيام ناب عنه ابنه وزمان قتاله مع أهل مصر فكانت كلها حروباً وفتناً. ولعل العباس لم يدخل مصر ولا حكمها اهـ.
[ذكر ولاية المطلب الثانية على مصر]
قد تقدم ذكره في ولايته الأولى على مصر، وأما ولايته هذه فكانت بعد خروجه من السجن، لأنه لما قامت جند مصر والرعية على عبد الله بن العباس والحسن بن عبيد وأخرجوهما من مصر، وقيل بل قتلوا عبد الله بن العباس المذكور، ولوا عليهم المطلب هذا بعد أن أخرجوه من السجن، فاستولى على مصر ورفق بالرعية وأجزل لهم أعطياتهم وأحسن إليهم، فانضم عليه خلائق من الجند ومن أهل