السنة الخامسة من سلطنة الملك المؤيد على مصر وهى سنة تسع عشرة وثمانمائة.
فيها توفّى الأمير سيف الدين تنبك بن عبد الله المؤيّدى، شاد الشراب خاناه، وأحد أمراء الطّبلخانات، فى سادس عشرين صفر، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلّاة المؤمنى «١»
، وكان من أكابر المماليك المؤيّدية، خصيصا عند السلطان، مشكور السّيرة.
وتوفّى أستادار الوالد الأمير الوزير شهاب الدين أحمد ابن الحاج عمر بن قطينة، فى يوم الأحد ثانى عشرين المحرّم، وكان يباشر فى بيوت الأمراء، واتصل بخدمة الوالد سنين، ثم ولى الوزارة فى الدّولة الناصرية دون الأسبوع فى سنة اثنتين وثمانمائة، وعزل وعاد إلى أستادارية الوالد، وتصرّف مع ذلك فى عدة أعمال، وكان معدودا من أعيان المصريين.
وتوفّى الشيخ الإمام نجم الدين [بن فتح الدين]«٢»
، أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الدايم الحنبلى، فى هذه السنة، وكان من أعيان فقهاء الحنابلة.
وتوفّى الشيخ الإمام العلّامة همام الدين محمد بن محمد الخوارزمىّ «٣»
، الشّافعى، شيخ المدرسة الناصرية المعروفة بالجمالية، برحبة باب العيد بالقاهرة، وكان عالما فى عدة فنون.